الإجهاض الدوائي لا يضر بحمل النساء مستقبلا

وسيلة آمنة وفاعلة في إنهاء الحمل في مراحله المبكرة

الرياض: «الشرق الأوسط»
في سبيل المقارنة بين الإجهاض باستخدام الطرق الجراحية وبين إتمامه بتناول أدوية فاعلة تحفز حصوله، يقول الباحثون من الولايات المتحدة ان اللجوء إلى الأدوية الفاعلة لا يتسبب بمخاطر سلبية تفوق الطرق الجراحية من ناحية مستقبل القدرات التناسلية لدى المرأة. ونشرت في السادس عشر من هذا الشهر، مجلة نيوانغلد الطبية نتائج الدراسة التي تمت في الدنمارك، والتي أشارت إلى أن مخاطر حصول حمل خارج الرحم ectopic pregnancy أو سقوط الحمل miscarriage أو الولادة المبكرة أو تدني وزن الجنين في حالات الحمل المستقبلية للمرأة ليس لها مضاعفات أكثر مما هو متوقع ومعلوم مثل تلك التي تنتج عند الخضوع لعملية إجهاض بالطرق الجراحية المعتادة.
* أدوية للإجهاض وتشير المصادر الطبية إلى أن ثمة ثلاث طرق دوائية لتحفيز عملية الإجهاض حال عدم الرغبة في إكمال مشوار الحمل، وهي استخدام دواء ميزوبروستول misoprostol وحده. أو استخدام دواء مثوتركسيت methotrexate ثم دواء ميزوبريستول، أو استخدام دواء ميفيبرستون mifepristone ثم دواء ميزوبريستول.

كما تشير إلى أن طريقة استخدام دواء ميفيبرستون ثم دواء ميزوبريستول هي الأكثر شيوعاً بين النساء المُقدمات على الإجهاض في الولايات المتحدة، لأنه ومنذ أن سمحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بعقار ميفيبرستون للإجهاض في عام 2000، فإنه، وخلال الأعوام الثلاثة التالية فقط، استخدمته أكثر من 360 ألف امرأة أميركية لتحقيق إجهاضهن حملهن. وذكر الباحثون في مقدمة دراستهم أنه وفي خلال بقية الأعوام حتى اليوم ارتفع معدل استخدامه وتتوقع أن يزيد الطلب عليه في المستقبل لتلك الغاية.

وقال الباحثون أنه بالرغم من إجراء العديد من الدراسات الطبية في السابق لتقييم مدى الأمان المستقبلي طويل الأمد للوسائل الجراحية في إتمام عملية الإجهاض، إلا أن غالبية الدراسات التي تمت في جانب تقييم أمان الوسائل الدوائية للإجهاض كانت من النوع قصير الأمد في مدة مرحلة المتابعة والدراسة. وأن ثمة القليل جداً من تلك التي تابعت بـ "نفس طويل" كما يُقال العواقب المستقبلية بعيدة المدى لقدرات الإنجاب والإخصاب والحمل لدى المرأة بعد استخدامها تلك العلاجات الدوائية للإجهاض.

* التجربة الدنماركية واتجه الباحثون في دراستهم إلى الدنمارك، لأنها تحتفظ بمعلومات عن حالات الإجهاض وحالات الحمل التالية، ضمن السجل القومي لها. وتعرف الباحثون على حوالي 12 ألف حالة امرأة أجهضن في الثلث الأول من الحمل من دون أن تكون ثمة دواع طبية تتطلب هذا الإجراء للتخلص من الحمل، أي في حالات لم تكن هناك مخاطر على صحة الأم وسلامتها أو أن تكون لدى الجنين حالات طبية يرى البعض أنها كافية لإجراء إجهاض للجنين والتخلص منه.

ومن بين هؤلاء النسوة، أجرى حوالي 3000 الإجهاض باستخدام الأدوية. فيما لجأت الباقيات منهن، أي حوالي 9 آلاف، إلى الخيار الجراحي لإتمام عملية الإجهاض.

وتبين للباحثين من تحليل جميع المعلومات المتعلقة بهن، أن نسبة حصول حمل خارج الرحم في حالات الحمل التالية هي 2.4% لدى منْ أجرين الإجهاض باستخدام الأدوية، فيما كانت النسبة لنفس حالة الحمل 2.3% لدى منْ خضعن للإجهاض الجراحي. وكانت نسبة إسقاط الحمل هي12.2% في حالات الحمل التالية بعد استخدام الأدوية للإجهاض، مقارنة بنسبة 12.7% بعد اللجوء إلى الإجهاض الجراحي. ومعدلات الولادة المبكرة وولادة أطفال متدني الوزن كانت أيضاً أقل حال حصول الإجهاض بتناول الأدوية مقارنة بالعملية الجراحية.

* مقارنة الطريقتين وفي تعليق علمي مجرد قالت الدكتورة فانيسا كيللنس، المديرة المساعدة للشؤون الطبية لتنظيم الأسرة الفيدرالي لأميركا إن عقار ميفيبرستون لتحفيز الإجهاض هو وسيلة آمنة وفاعلة في إنهاء الحمل في مراحله المبكرة. والدراسة قدمت لنا معلومات قيمة يستفيد منها الأطباء والمرضى.

وأضافت أن الدراسة أفادت في المقارنة بين الوسيلة الدوائية والوسيلة الجراحية. وقالت انها أظهرت للأطباء وللنساء أن الأدوية تُجاري العملية الجراحية جيداً من ناحيتي الأمان والفاعلية للنسوة اللائي يُخططن للحمل مستقبلاً بعد إجراء عملية إجهاض.

من جانبها قالت الدكتورة ميريام غرين، طبيبة النساء والتوليد في المركز الطبي لجامعة نيويورك، إن إنهاء الحمل بالأدوية أسهل على المرأة، ويُمكن طمأنة المريضات بأنها آمنة وليست مجرد علاج تجريبي. لكن على النساء الاستمرار باتخاذ جانب الحيطة والحذر باستخدام حبوب منع الحمل وممارسة سبل الوقاية من الأمراض المعدية المنتقلة أثناء العملية الجنسية.

* إنهاء الحمل بالإجهاض.. طرق جراحية ووسائل دوائية الإجهاض عملية يتم من خلالها إنهاء الحمل. وأكثر حالات الإجهاض تتم في خلال الثلث الأول من الحمل. وهي عملية يقوم بها الطبيب في المستشفى أو غيره من مراكز تقديم الرعاية الطبية. وثمة وسيلتان لتحقيقه، الأولى جراحية والثانية دوائية. وتُؤكد المصادر الطبية أن نوعي عملية إتمام الإجهاض آمن حين إجراء أي منهما على يدي أحد المتخصصين الطبيين. وآنذاك فقط، من النادر حصول مضاعفات خطيرة. أو أن تتأثر قدرات الإنجاب في المستقبل لدى المرأة.

* الإجهاض الدوائي وهو إجهاض يتم باستخدام عقار أو نوعين منه للتسبب بإفراغ الرحم محتواه من الجنين والأنسجة الأخرى المتعلقة بحمله. ويُمكن القيام به في أول تسعة أسابيع من الحمل. وأشهر الأدوية المستخدمة ميفيبرستون، وهو عقار يعمل على اعتراض عمل هرمون بروجسترون. وهذا الهرمون يلزم للحفاظ على الحمل.

وعادة تستطيع المرأة بعد أخذ هذا الدواء أن تذهب إلى البيت. ثم بعد بضعة أيام تأتي إلى الطبيب مرة أخرى لأخذ عقار ميزوبروستول. وهو ما يعمل على حث الرحم على الانقباض وإفراغ ما يحتويه. وغالبية النساء يحصل لديهن نزيف لمدة حوالي 13 يوما بعد تناوله. ويستمر لدى بعضهن نزيف خفيف أو تنقيط دم لبضعة أسابيع.

وتشعر غالبية النساء كما لو أن الأمر أشبه بالدورة الشهرية ذات آلام المغص الشديد، مع إسهال وألم في المعدة. وحينها ربما يُجدي تناول التاينيول أو البنادول أو البروفين في تخفيف ألم الرحم ذلك. وهذه الأعراض طبيعية. لكن من الضروري مراجعة الطبي فيما لو حصل نزيف يتطلب تغيير الفوطة النسائية أكثر من مرتين في خلال الساعة الواحدة. أو حصول ارتفاع في درجة حرارة الجسم بما يفوق درجة 37.8 درجة مئوية لأكثر من أربع ساعات، أو استمرار الألم بالرغم من تناول البنادول أو البروفين.

وفي 97% من الحالات يعمل عقار ميفيبرستون على إتمام الإجهاض. وحينما لا يُفلح فإن اللجوء إلى العملية الجراحية ممكن.

* الإجهاض الجراحي وهي عملية تتم لإزالة الطبقة المبطنة للرحم والتي يلتصق عليها الجنين والأنسجة المتصلة به. وإما أن تتم يدوياً أو بواسطة الشفط. والطريقة اليدوية يُمكن أن تُجرى إلى حد الأسبوع العاشر من الحمل، أما عملية الشفط فيمكن إجراؤها خلال ما بين الأسبوع الرابع من الحمل وحتى الأسبوع الثالث عشر منه.

وتتم بتخدير عنق الرحم وتوسيعه لإفساح المجال أمام إدخال ما تتم به عملية إزالة بطانة الرحم.

وتشعر المرأة بعده بألم أشبه بالدورة الشهرية الشديدة. ويستمر نزيف الدم بشكل متقطع لبضعة أسابيع. وهي طريقة فعالة بنسبة 100% في إفراغ الرحم من الجنين.

 

المصدر: الشرق الأوسط